في كتاب "33 استراتيجية للحرب" لمؤلفه روبرت غرين، يحكي روبرت في مقدمة الكتاب أنه بمثابة تكثيف للحكمة العابرة للأزمان التي تتضمنها دروس الحرب ومبادئها، وقد صمم غرين هذا الكتاب لكي يسلحنا بمعرفة عملية، ستمنحنا خيارات وميزات لا تحصى في التعامل مع المحاربين الخفيين الذين يهاجموننا في معركة الحياة اليومية.
يمثل كل فصل من الكتاب استراتيجية تهدف إلى حل مشكلة معينة قد تواجه أية شخص في الغالب، فمشكلات مثل هذه تشمل القتال مع جيش يقف وراءنا دون أن يكون لديه الحافز، استهلاك الطاقة في القتال على جبهات كثيرة في آنٍ واحد، الشعور بالخوف من الإحتكاك، والتضارب بين الخطط والواقع، والدخول في مواقف لا يمكننا تجاوزها أو الخروج منها، فمن الأفضل للقارئ أن يقرأ كل الإستراتيجيات، وأن يدركها، وأن يفتح لها المجال حتى تكون جزءأ من عقله، وحتى ونحن نحاول الإبتعاد عن حربٍ ما وتجنبها، فإن الكثير من هذه الإستراتيجيات الموجودة في الكتاب تستحق أن نقرأها لأغراضٍ دفاعية، ولكي نجعل أنفسنا أكثر وعياً لما قد يكون الطرف الآخر مستعداً ومخططاً له.
ومن الكتاب نقرأ: "ربما أعظم استراتيجية على الإطلاق تلك التي ابتكرها صان تسو، مؤلف الكتاب الصيني الكلاسيكي(فن الحرب)، في هذا الكتاب الذي ألف على الأرجح في القرن الرابع قبل الميلاد يمكن أن نجد آثاراً لكل المعايير والمبادئ الإستراتيجية التي طوّرت لاحقاً على مدى قرون من الزمن، لكن ما يبط بينها جميعاً، في الحقيقة ما يشكل فن الحرب نفسه باللنسبة إلى صان تسو، هو مثال ربح الحرب من دون حمام دم، باللعب على نقاط الضعف النفسية عند الخصم، وبالمناورات التي تضعه في أوضاع مضطربة، وبالتسبب له بمشاعر الإحباط والإرباك، سيتطيع الإستراتيجي أن يقود الخصم إلى الإنهيار نفسياً".
